{وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً} أي عظمه وأجلّه عما يقول الظالمون المعتدون علوا كبيرا، فذلك التعظيم الذي يتناسب مع جلاله وعظمته وقدسيته، فهو الكبير المتعال في ذاته باعتقاد أنه واجب الوجود لذاته وأنه غني عن كل الوجود؛ وفي صفاته فله صفات الكمال المنزه عن كل صفات النقصان؛ وفي أفعاله، فلا يحدث شيء في ملكه إلا بمقتضى حكمته ومشيئته؛ وفي أحكامه، فله مطلق الأمر والنهي والعز والذل، لا معقب لحكمه، ولا اعتراض لأحد على شيء من أحكامه؛ وفي أسمائه فلا يذكر إلا بأسمائه الحسنى ولا يوصف إلا بصفاته المقدسة العالية (١).
روى أحمد عن معاذ الجهني أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يقول:«آية العز:
وروى عبد الرزاق عن عبد الكريم بن أبي أمية قال:«كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يعلّم الغلام من بني هاشم إذا أفصح:
{الْحَمْدُ لِلّهِ} إلى آخر الآية، سبع مرات».
فقه الحياة أو الأحكام:
أوضحت الآيات أن دعاء الله وتسميته يكون بكل اسم من أسمائه الحسنى، التي منها الله والرحمن، وليس ذلك تعددا في الآلهة كما فهم المشركون خطأ، وإنما التسمية بأسماء متعددة لمسمى واحد.
والدعاء أو القراءة في الصلاة يكون بطريقة متوسطة بين الجهر والإسرار، وإذا كان السبب الداعي لذلك وهو تفادي سماء المشركين وسبهم القرآن ومن أنزله ومن جاء به، أو نفرتهم عنه وإبائهم سماعه، فإننا نحتفظ بالتزام هذه الطريقة، تذكرا لحال التشريع وظروفه الأولى التي صاحبته.
وقد عبر الله تعالى بالصلاة في الآية هنا عن القراءة، كما عبر بالقراءة عن