للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَغْضاءُ}: إما صفة {بِطانَةً} أو جملة مستأنفة {ما عَنِتُّمْ} ما: مصدرية، وتقديره: ودوا عنتكم، أي هلاككم {ها أَنْتُمْ أُولاءِ} ها: للتنبيه، وأنتم: مبتدأ، وأولاء: خبر أنتم، {تُحِبُّونَهُمْ} حال من اسم الإشارة.

{لا يَضُرُّكُمْ} إنما ضمه وإن كان مجزوما لكونه جواب الشرط‍؛ اتباعا لضمة ما قبله.

{شَيْئاً} منصوب على المصدر.

البلاغة:

{لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً} استعارة، شبه فيها خواص الرجل بالبطانة، لملازمتهم له ملازمة الثوب للجسم.

{عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ} إما حقيقة تبين وصف المغتاظ‍ والنادم، وإما من مجاز التمثيل الذي يبين شدة الغيظ‍ والتأسف على عدم إذاية المؤمنين. ويوجد مقابلة الحسنة بالسيئة والمساءة بالفرح في آية: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها}. ويوجد جناس اشتقاق في {ظَلَمَهُمُ} و {يَظْلِمُونَ} وفي {الْغَيْظِ‍} و {بِغَيْظِكُمْ} وفي {تُؤْمِنُونَ} و {آمَنّا}.

المفردات اللغوية:

{بِطانَةً} بطانة الرجل: خاصته الذين يطلعهم على أسراره، مأخوذ من بطانة الثوب:

وهي القماش الرقيق الذي يبطن به الثوب من الداخل، وعكسه الظهارة، وهي تستعمل للواحد والجمع، مذكرا ومؤنثا {مِنْ دُونِكُمْ}: من غيركم {لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً} أي لا يقصرون لكم في الفساد، و {خَبالاً}: منصوب بنزع الخافض وهي مثل قوله تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاّ خَبالاً} [التوبة ٤٧/ ٩] أي فسادا وضررا {وَدُّوا} تمنوا {ما عَنِتُّمْ} إيقاعكم في العنت وهو الهلاك والمشقة وشدة الضرر {قَدْ بَدَتِ} ظهرت {الْبَغْضاءُ} العداوة لكم {مِنْ أَفْواهِهِمْ} بالوقيعة فيكم واطلاع المشركين على سركم {وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ} من العداوة.

{الْأَنامِلَ} أطراف الأصابع {مِنَ الْغَيْظِ‍} من شدة الغضب لما يرون من ائتلافكم، ويعبر عن شدة الغضب أو الندم بعض الأنامل مجازا، وإن لم يكن ثمّ عض {قُلْ: مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} أي ابقوا عليه إلى الموت، فلن تروا ما يسركم {إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ} أي بما في القلوب، ومنه ما يضمره هؤلاء.

{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ} إن تصبكم نعمة كنصر وغنيمة {تَسُؤْهُمْ} تحزنهم {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ} كهزيمة وجدب، يفرحوا بها، وعبر أولا بالمس إشارة إلى أن الحسنة تسوء الأعداء، ولو

<<  <  ج: ص:  >  >>