البلاغة:
{لَوْلا} في المواضع المختلفة، أي هلا للحض بقصد التوبيخ على التقصير والتسرع في الاتهام.
{لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ، بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} طباق بين الشر والخير.
{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ} طباق بين الهيّن والعظيم.
{ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ} الأصل أن يقال: ظننتم، لكن استعمل بطريق الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، مبالغة في التوبيخ، ولفت نظر إلى أن الإيمان يقتضي حسن الظن.
{سُبْحانَكَ} معناه تنزيه الله تعالى عند رؤية عجائب صنعه، للإشارة إلى أن مثل ذلك لا يخرج عن قدرته، ثم استعمل في كل متعجب منه.
{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فيه تهييج وتقريع. {لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ} استعارة، شبه سلوك طريق الشيطان بمن يتبع خطوات غيره خطوة خطوة.
{أَنْ يُؤْتُوا} فيه إيجاز بالحذف، أي ألا يؤتوا، حذفت منه (لا) لدلالة المعنى.
{أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ} المراد أبو بكر الصدّيق، وخاطبه بصيغة الجمع للتعظيم.
المفردات اللغوية:
{بِالْإِفْكِ} أبلغ الكذب وأسوأ الافتراء على عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين بقذفها.
{عُصْبَةٌ} جماعة، وكثر إطلاقها على العشرة إلى الأربعين، وهم عبد الله بن أبيّ، وزيد بن رفاعة، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين وزوجة طلحة بن عبيد الله، ومن ساعدهم. {لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ} لا تظنوه شرا أيها المؤمنون غير العصبة، وهو خطاب مستأنف، والشر: ما غلب ضرره على نفعه. {بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} يأجركم الله به، ويظهر براءة عائشة وكرامتكم على الله، بإنزال ثماني عشرة آية (١) في براءتكم، وتعظيم شأنكم، وتهويل الوعيد لمن أساء الظن بكم، كما ذكر البيضاوي.
{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ} أي لكلّ جزاء ما اكتسب بقدر ما خاض فيه من السوء، مختصا به. {وَالَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ} أي تولى معظمه من الخائضين، وهو عبد الله بن
(١) الظاهر أن هذه الآيات هي (١١ - ٢٨) المختتمة بقوله تعالى: وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. والأصح ما رواه الطبراني عن الحكم بن عتبة أن الله أنزل فيها خمس عشرة آية، أي إلى الآية (٢٦).