للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقاب شديد في الدنيا بأيدي المؤمنين بالقتل والأسر والذلة والحرب، أو البلايا في أجسامهم ونحو ذلك من المصائب.

{وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ} أي والعذاب المدخر في الآخرة أشد وأنكى من عذاب الدنيا، كما

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمتلاعنين فيما رواه مسلم عن ابن عمر:

«إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة» لأن عذاب الدنيا مؤقت، وذاك دائم أبدا في نار، هي بالنسبة إلى هذه سبعون ضعفا.

{وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ} أي وما لهم ساتر يقيهم ويحفظهم من العذاب ويحميهم، ولا شفاعة لأحد عند الله إلا بإذنه.

فقه الحياة أو الأحكام:

دلت الآيات على ما يأتي:

١ - إرسال الرسل قبل إرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم كان ظاهرة عامة، قد يؤمن بهم بعض أقوامهم، وقد يكذبهم الأكثرون، ويكفرون بالرحمن.

٢ - كما أرسل الله رسلا إلى أمم وأعطاهم كتبا تتلى عليهم، كذلك أعطى الله نبيه محمدا صلّى الله عليه وسلّم هذا الكتاب (القرآن) وهو يتلوه عليهم، فلماذا اقترحوا غيره.

٣ - الله هو الإله بحق الذي لا إله غيره، ولا معبود سواه، وهو واحد بذاته، وإن اختلفت صفاته، عليه يتوكل العبد ويعتمد ويثق، وإليه مرجع العباد غدا، وعليه يتوكل المؤمن اليوم وفي كل وقت، رضى بقضائه، وتسليما لأمره.

٤ - لو كان هناك كتاب سماوي يقوم بنقل الجبال من أماكنها، وتفجير الأنهار والعيون وشق الأرض، وتكليم الموتى لإحيائها، لكان هذا القرآن، ولو فعل هذا قرآن قبل قرآنكم لفعله قرآنكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>