{أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ} استفهام يراد به التوبيخ والتقريع على اختلافهم وجهلهم.
المفردات اللغوية:
{قالُوا} أي اليهود والنصارى والمشركون الذين زعموا أن الملائكة بنات الله {اِتَّخَذَ اللهُ وَلَداً} أي تبناه، والولد يستعمل مفردا وجمعا {سُبْحانَهُ} رد الله عليهم بقوله: {سُبْحانَهُ} أي تنزيها وتقديسا له عن التبني، فإنه لا يصح إلا ممن يتصور له الولد، والمراد التعجب من كلمتهم الحمقاء {هُوَ الْغَنِيُّ} عن كل أحد، وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه، وهو علة لتنزيهه، فإن اتخاذ الولد مسبب عن الحاجة.
{لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} ملكا وخلقا وعبيدا، وهو تقرير لغناه {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا} أي ما عندكم من حجة وبرهان على هذا الذي تقولونه {أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ} توبيخ وتقريع على قولهم.
{يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} بنسبة الولد وإضافة الشريك إليه {لا يُفْلِحُونَ} لا يسعدون، فلا ينجون من النار، ولا يفوزون بالجنة {مَتاعٌ} أي لهم متاع قليل {فِي الدُّنْيا} يتمتعون به طوال حياتهم {ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ} بالموت فيلقون الشقاء المؤبد {ثُمَّ نُذِيقُهُمُ} بعد الموت {بِما كانُوا يَكْفُرُونَ} بسبب كفرهم.
المناسبة:
بعد أن حكى الله تعالى أفعال المشركين باتخاذ الأوثان والأصنام شفعاء، وردّ عليهم ردا مقنعا، ذكر هنا نوعا آخر من أباطيلهم وهو نسبة الولد إلى الله تعالى، وهذا يشمل المشركين القائلين بأن الملائكة بنات الله، واليهود القائلين بأن عزيزا ابن الله، والنصارى القائلين بأن المسيح عيسى ابن الله.
التفسير والبيان:
موضوع الآيات: الإنكار على المشركين واليهود والنصارى الذي ادعوا أن الله تعالى ولدا.