{قُلْ: أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النّارُ}{النّارُ}: إما خبر مبتدأ محذوف، وتقديره هي النار، و {وَعَدَهَا اللهُ}: استئناف كلام، وإما أن يكون مبتدأ، والجملة الفعلية:{وَعَدَهَا اللهُ} خبره.
{وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} منصوب على الحال {بَيِّناتٍ} حال.
البلاغة:
{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} فيه استعارة، أي تستدل من وجوههم على المكروه وإرادة الفعل القبيح، مثل: عرفت في وجه فلان الشر.
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً} تمثيل، أي مثل الكفار في عبادتهم لغير الله كمثل الأصنام التي لا تستطيع أن تخلق ذبابة واحدة. وقد سمي الذي جاء به مثلا تشبيها للصفة ببعض الأمثال.
المفردات اللغوية:
{وَيَعْبُدُونَ} أي المشركون {مِنْ دُونِ اللهِ} أي الأصنام {ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً} حجة وبرهانا سمعيا يدل على جواز عبادته {وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ} أي حجة عقلية أنها آلهة، سواء أكان العلم من ضرورة العقل أو استدلاله {وَما لِلظّالِمِينَ} بالإشراك {مِنْ نَصِيرٍ} أي ناصر ومعين يقرر مذهبهم أو يدفع عنهم العذاب.
{آياتُنا} من القرآن {بَيِّناتٍ} واضحات الدلالة على العقائد الحقة والأحكام الإلهية {الْمُنْكَرَ} المستنكر من التجهم والانتفاخ، أو الإنكار لها، كالمكرم بمعنى الإكرام، أي أثره من الكراهة والعبوس ودلالة الغيظ والغضب، لفرط نكيرهم للحق، وهذا منتهى الجهالة. وإشعارا بذلك وضع {الَّذِينَ كَفَرُوا} موضع الضمير {يَسْطُونَ} أي يبطشون بهم من شدة الغيظ.
{بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ} من غيظكم على التالين، وبأكره إليكم من القرآن المتلو عليهم {النّارُ} هو النار، كأنه جواب سائل قال: ما هو؟ {وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} بأن مصيرهم إليها {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} هي النار.
{يا أَيُّهَا النّاسُ} أهل مكة وغيرهم {ضُرِبَ مَثَلٌ} بيّن لكم حال مستغربة أو قصة رائعة أو جعل، ولذلك سماها مثلا، تشبيها لها ببعض الأمثال، والمثل: الشبه. {فَاسْتَمِعُوا لَهُ} للمثل أو