{يَا بْنَ أُمَّ} بالفتح أراد يا بن أمي بفتح الياء، فأبدل من الكسرة فتحة، ومن الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذف الألف تخفيفا؛ لأن الفتحة تدل عليها. ومن قرأ بالكسر {يَا بْنَ أُمَّ} أراد يا بن أمي إلا أنه حذف الياء؛ لأن الكسرة قبلها تدل عليها، والأصل إثباتها؛ لأن الياء إنما تحذف من المنادي المضاف، نحو: يا قوم، ويا عباد، والأم ليست بمناداة هنا، وإنما المنادي هو «الابن».
{لَنْ تُخْلَفَهُ} فعل مبني للمجهول، وضمير المخاطب نائب الفاعل، وهاء {تُخْلَفَهُ} مفعول ثان منصوب. ومن قرأ بكسر اللام {لَنْ تُخْلَفَهُ} كان مضارع (أخلفت الموعد) والمفعول الثاني حينئذ محذوف، أي {لَنْ تُخْلَفَهُ} أي الموعد؛ لأن أخلف: يتعدى إلى مفعولين.
{وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} تمييز محول عن الفاعل، أي وسع علمه كل شيء.
البلاغة:
{أَمْرِي}{قَوْلِي}{نَفْسِي} وكذا {نَفْعاً}{نَسْفاً}{عِلْماً} سجع حسن غير متكلف.
المفردات اللغوية:
{مِنْ قَبْلُ} من قبل رجوع موسى {إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ} إنما وقعتم في الفتنة والضلال بالعجل {فَاتَّبِعُونِي} في الثبات على الحق وعبادة الرحمن {وَأَطِيعُوا أَمْرِي} في تلك العبادة {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ} لن نزال على العجل وعبادته {عاكِفِينَ} مقيمين {قالَ: يا هارُونُ} قال موسى بعد رجوعه {ضَلُّوا} بعبادة العجل {أَلاّ تَتَّبِعَنِ} لا: زائدة، أي أن تتبعني في الغضب لله ومقاتلة من كفر بالله {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} بالصلابة في الدين، والمحاماة عنه، وعصيانك بإقامتك بين قوم لا يعبدون الله تعالى.
{قالَ: يَا بْنَ أُمَّ} أراد أمي، وخص الأم استعطافا لقلبه {لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} لا تأخذ بشعر لحيتي ولا بشعر رأسي، وكان أخذ بلحيته بشماله، وبشعره بيمينه، يجره إليه، من شدة