للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأيدي المؤمنين بالقتل والأسر، وخزيهم وإذلالهم بعد قتلهم، وتحقيق النصر عليهم، وشفاء الصدور من انتظار الفتح الذي وعدهم الله به، وإذهاب غيظ‍ القلوب.

[اختبار المسلمين واتخاذ البطانة]

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٦)}

الإعراب:

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا}: أن وصلتها: في موضع نصب بحسب، وسدت مع الصلة مسد المفعولين.

{وَلَمّا} معناها التوقع.

{وَلَمْ يَتَّخِذُوا} معطوف على {جاهَدُوا} داخل في حيز الصلة، كأنه قيل: ولما يعلم الله المجاهدين منكم والمخلصين غير المتخذين وليجة من دون الله. والوليجة: الدخيلة.

البلاغة:

{أَمْ} منقطعة، ومعنى الهمزة فيها التوبيخ على وجود الحسبان.

المفردات اللغوية:

{أَمْ} بمعنى همزة الإنكار، والمعنى: أنكم لا تتركون على ما أنتم عليه حتى يتبين الخلّص منكم، وهم الذين جاهدوا في سبيل الله، لوجه الله. {وَلِيجَةً} أي بطانة من قوم ليس منهم، والمراد هنا: من الذين يضادون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين رضوان الله عليهم. {وَلَمّا} أي لم، ومعناها التوقع، أي إن تبين ذلك وإيضاحه متوقع كائن، وإن الذين لم يخلصوا دينهم لله، يميز بينهم وبين المخلصين. والمراد بقوله: {وَلَمّا يَعْلَمِ} نفي المعلوم الموجود لا نفي العلم. وقال السيوطي: المراد علم ظهور. والمعنى: ولم يظهر المخلصون وهم الموصوفون بما ذكر من غيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>