صادقا، هانت عليه الصعاب، وأقدم على المقاتلة بنفس متحمسة لا تعرف التردد والخوف والجبن.
ونقل عن ابن عباس أنه قال: قوله تعالى: {أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً} ترغيب في فتح مكة. وهذه الأوصاف مناسبة لفتح مكة.
وقال أبو بكر الأصم: دلت هذه الآية على أنهم كرهوا هذا القتال، لقوله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}[البقرة ٢١٦/ ٢] فآمنهم الله تعالى بهذه الآيات.
ودلت هذه الآية على أن المؤمن ينبغي أن يخشى ربه، وألا يخشى أحدا سواه.
وتضمن قوله تعالى:{وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ} الإخبار بأن بعض المشركين يتوب عن كفره، وقد حدث ذلك فعلا، وهذا من معجزات القرآن، لتأييد النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في دعوته، ودفع الناس إلى الإيمان برسالته، ما دام قد ظهر لهم صدقه.
فالآية دالة على المعجزة؛ لأنه تعالى أخبر عن حصول هذه الأحوال، وقد وقعت موافقة لهذه الأخبار، فيكون ذلك إخبارا عن الغيب، والإخبار عن الغيب معجز.
وهذه الآية تدل على كون الصحابة مؤمنين في علم الله تعالى إيمانا حقيقيا؛ لأنها تدل على أن قلوب الصحابة كانت مملوءة بالحمية لأجل الدين، والرغبة الشديدة في إعلاء شأن الإسلام (١).
وأرشدت الآية إلى خمس منافع من هذا القتال: وهي تعذيب المشركين