قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«عرض عليّ ما هو مفتوح لأمتي بعدي، فسرّني» فأنزل الله: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى} وإسناده حسن.
نزول الآية (٥):
أخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل والطبراني وغيرهم عن ابن عباس قال:
عرض على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما هو مفتوح على أمته كفرا كفرا-أي قرية قرية- فسرّ به، فأنزل الله:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى}.
التفسير والبيان:
{وَالضُّحى، وَاللَّيْلِ إِذا سَجى، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى} أي قسما بالضحى: وقت ارتفاع الشمس أول النهار، والمراد به النهار، لمقابلته بالليل، وبالليل إذا سكن وغطى بظلمته النهار مثلما يسجّى الرجل بالثوب، ما قطعك ربك قطع المودّع، وما تركك، ولم يقطع عنك الوحي، وما أبغضك وما كرهك، كما يزعم بعضهم أو تتوهم في نفسك. وهذه الواقعة تدل على أن القرآن من عند الله؛ إذ لو كان من عنده لما توقف.
ثم بشره بأن مستقبله أفضل من ماضيه، فقال:
{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى} أي وللدار الآخرة خير لك من هذه الدار، إذا فرض انقطاع الوحي وحصل الموت، وكذلك فإن أحوالك الآتية خير لك من الماضية، وأن كل يوم تزداد عزا إلى عز، ومنصبا إلى منصب، فلا تظن أني قليتك، بل تكون كل يوم يأتي أسمى وأرفع، فإني أزيدك رفعة وسموا، وإن شرف الدنيا يصغر عنده كل شرف، ويتضاءل بالنسبة إليه كل مكرمة في الدنيا.