للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستدلال بخلق السموات والأرض على وحدانية الله وإبطال الشرك{خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١)}

الإعراب:

{بِغَيْرِ عَمَدٍ} الباء في موضع نصب على الحال من {السَّماواتِ}. و {تَرَوْنَها} جملة فعلية في موضع جر على الصفة ل‍ {عَمَدٍ} أي بغير عمد مرئية، فالضمير راجع إلى العمد، والعمد:

قدرة الله وإرادته، أو أن الضمير راجع إلى السموات، أي ليست هي بعمد، وأنتم ترونها كذلك بغير عمد، وحينئذ تكون الجملة مستأنفة لا محل لها.

{فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ.}. الياء في {فَأَرُونِي} المفعول الأول، و {فَأَرُونِي}: معلق عن العمل و {ماذا خَلَقَ}: سد مسد المفعول الثاني. و {ماذا}: ما: استفهام إنكار: مبتدأ، وذا بمعنى الذي مع صلته: خبره.

البلاغة:

{وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ} التفات من الغيبة إلى التكلم، تعظيما لشأن الرحمن، بعد قوله {خَلْقُ} {وَأَلْقى} {وَبَثَّ}.

{هذا خَلْقُ اللهِ} أي مخلوقه، من قبيل إطلاق المصدر على اسم المفعول مبالغة.

{ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} الاستفهام للتوبيخ والتبكيت.

{بَلِ الظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} الأصل أن يقال: بل هم، فوضع الظاهر موضع الضمير لزيادة التوبيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>