{أَنْ أَلْقِ عَصاكَ}{أَنْ}: إما مصدرية في موضع نصب، وتقديره: بأن ألق عصاك، فحذف حرف الجر فاتّصل الفعل بها، وإما أن تكون مفسّرة بمعنى أي، فلا يكون لها موضع من الإعراب، كقوله تعالى:{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا}[ص ٦/ ٣٨] أي: امشوا.
{ما يَأْفِكُونَ}{ما}: موصولة، أي: زال وذهب الذي عملوا به السّحر، أو مصدرية بتقدير:
فإذا هي تلقف إفكهم، تسمية للمأفوك بالإفك. {صاغِرِينَ} حال منصوب.
{تَلْقَفُ} تتناول وتبتلع بسرعة. {ما يَأْفِكُونَ} يقلبون بتمويههم، أو يكذبون ويموهون، مأخوذ من الإفك: وهو قلب الشيء عن وجهه الأصلي، وهو إما أن يكون بالقول الكاذب، وإما أن يكون بالفعل كالسحر. والمأفوك: المصروف عن وجهته الأصلية، قال تعالى:
{أَنّى يُؤْفَكُونَ}[المائدة ٧٥/ ٥ وموضع أخرى] أي يصرفون عن الحقّ في الاعتقاد إلى الباطل، ومنه سمّيت الرياح المعدولة عن مهبها مؤتفكة، كما قال تعالى:{وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ}[الحاقة ٩/ ٦٩] أي أهل تلك القرى. وهي قرى قوم لوط.
التفسير والبيان:
هذا هو الفصل الخامس من قصة موسى مع فرعون، وهو موقفه من