الأمر بتقوى الله واتباع الوحي والتوكل على الله{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (١) وَاِتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٢) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٣)}
البلاغة:
{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ، وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً} بينهما جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية:
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ} أي دم على تقواه، وليتق الله المؤمنون، بأسلوب يقصد به تنبيه بالأعلى وهو النبي على الأدنى وهم المؤمنون، فإنه تعالى إذا أمر رسوله بالتقوى، كان المؤمنون مأمورين بها بطريق الأولى أو أنه أمر قصد به الثبات والاستدامة على التقوى. {وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ} فيما يخالف شريعتك وأوامر ربك. {إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً} أي إن الله كان وما يزال عالما بكل شيء قبل وجوده، حكيما فيما يخلقه. {وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} أي القرآن. {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} وكل أمرك إلى تدبيره. {وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً} حافظا لك، موكولا إليه كل الأمور، والأمة تبع له في المذكور كله.
سبب النزول:
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن أهل مكة، ومنهم الوليد بن المغيرة، وشيبة بن ربيعة دعوا النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يرجع عن قوله، على أن يعطوه شطر أموالهم، وخوّفه المنافقون واليهود بالمدينة إن لم يرجع قتلوه، فنزلت الآيات.