{وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ}{الَّذِينَ}: اسم موصول مبتدأ، وصلته {لا يُؤْمِنُونَ} وخبره جملة: {فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ} و {وَقْرٌ}: مبتدأ، و {فِي آذانِهِمْ} خبره، والجملة من المبتدأ والخبر خبر المبتدأ الأول.
البلاغة:
{ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} بينهما طباق. والاستفهام: استفهام إنكار.
{أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} استعارة، شبّه حالهم في إعراضهم عن سماع القرآن وقبوله بحال من ينادى من مكان بعيد، بجامع عدم السماع وعدم الفهم في كل منهما.
المفردات اللغوية:
{وَلَوْ جَعَلْناهُ} أي القرآن-الذّكر. {أَعْجَمِيًّا} أي كلاما لا يفهم، سواء بلغة العرب أو العجم. {لَوْلا} هلا. {فُصِّلَتْ آياتُهُ} بينت آياته بلغتنا، حتى نفهمها. {ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} أكلام أعجمي ومخاطب عربي؟ والمقصود: الدلالة على أنهم لا ينفكون عن التعنت في الآيات كيف جاءت. {هُدىً} من الضلالة إلى الحق. {وَشِفاءٌ} من الجهل والشك والشبهة. {وَقْرٌ} ثقل، فلا يسمعون. {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} معمّى فلا يفهمونه، لتعاميهم عما يريهم من الآيات.
{أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} هذا تمثيل لحالهم في عدم قبولهم واستماعهم له بحال من يصيح بهم من مسافة بعيدة، أي فهم كالمنادى من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به.
{آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ} التوراة. {فَاخْتُلِفَ فِيهِ} بالتصديق والتكذيب كما اختلف في القرآن. {وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة.
{لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} في الدنيا فيما اختلفوا فيه. {وَإِنَّهُمْ} أي وإن المكذبين به وهم اليهود أو الذين لا يؤمنون. {لَفِي شَكٍّ مِنْهُ} من التوراة والقرآن. {مُرِيبٍ} موجب للاضطراب موقع في الريبة.
{مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ} أي يعود نفع عمله لنفسه. {وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها} أي يعود ضرر إساءته على نفسه. {وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} أي بذي ظلم، فيفعل بهم ما ليس له أن يفعله، لقوله تعالى:{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ}[النساء ٤٠/ ٤].