٣ - العقاب في الآخرة جزاء الإعراض عن جادّة الحقّ والإعراض عن أهله.
ثم حذّر الله تعالى عن نقض العهد بالمعاوضات فقال:{وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً} أي لا تعتاضوا عن الأيمان المحلوفة بالله عرض الحياة الدّنيا وزينتها، فإنها قليلة.
{إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} أي لو خيرت للإنسان الدّنيا بحذافيرها، لكان ما عند الله هو خير له، أي جزاء الله وثوابه خير لمن رجاه وآمن به، وهو خير أيضا من ذلك العرض القليل في الدّنيا.
{إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي إن كنتم تعلمون التّفاوت بين خيرات الدّنيا وبين خيرات الآخرة.
ووجه الخيرية:{ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ} أي إن متاع الدّنيا أو نعيمها ينقضي ويفرغ ويزول، وإن طال الأمد، وما عند الله من ثواب في الجنّة باق خالد لا انقطاع ولا نفاد له، فإنه دائم لا يحول ولا يزول.
{وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا.}. أي والله لنجازي ونثيب الصابرين الذين صبروا على أذى المشركين وأحكام الإسلام التي تتضمن الوفاء بالعهود، بأحسن أعمالهم ونتجاوز عن سيئها، وهو ثواب عظيم، ووعد حسن بمغفرة السّيئات.
فقه الحياة أو الأحكام:
حدّدت هذه الآيات دعائم المجتمع المسلم في الحياة الخاصة والعامة، للفرد والجماعة والدولة.