للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ذلك وهو النفس على أحوال النفس الإنسانية، ودور الإنسان في تهذيبها، وتعويدها الأخلاق الفاضلة ليفوز وينجو، أو إهمالها وتركها بحسب هواها فيخيب.

٢ - ضرب المثل بثمود لمن دسّ نفسه وأهملها، فتمادت في الطغيان، فنزل بها العقاب الشديد وأهلكها ودمرها عيانا في الدنيا.

والخلاصة: المقصود من هذه السورة الترغيب في الطاعات، والتحذير من المعاصي.

[جزاء إصلاح النفس وإهمالها]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلاّها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسّاها (١٠)}

الإعراب:

{وَالشَّمْسِ وَضُحاها} الواو الأولى واو القسم، وسائر الواوات عطف عليها، وجواب القسم:

إما مقدر، وهو لتبعثن، أو هو {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها} أي لقد أفلح من زكاها، وحذفت اللام لطول الكلام. وقال الزمخشري: تقدير الجواب: ليدمدمن الله على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما دمدم على ثمود، أي أطبق عليهم العذاب؛ لأنهم كذبوا صالحا، وأما {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها..}. فكلام تابع لقوله: {فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها} على سبيل الاستطراد، وليس من جواب القسم في شيء.

{إِذا} في المواضع الثلاثة لمجرد الظرفية والعامل فيها فعل القسم.

{وَالسَّماءِ وَما بَناها} {ما} إما مصدرية، أي وبنائها، أو بمعنى الذي، أي والذي

<<  <  ج: ص:  >  >>