{هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفِيظٍ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ.}. {مَنْ}: إما بالجر على البدل من {أَوّابٍ حَفِيظٍ} وإما بالرفع على أنه مبتدأ، وخبره قوله تعالى:{اُدْخُلُوها} على تقدير، يقال لهم: ادخلوها.
و {لِكُلِّ أَوّابٍ}: بدل من قوله: {لِلْمُتَّقِينَ}، بإعادة الجارّ.
المفردات اللغوية:
{وَأُزْلِفَتِ} قرّبت لهم. {غَيْرَ بَعِيدٍ} أي في مكان غير بعيد منهم، بل هو بمرأى منهم، فهي منصوبة على الظرف، ويجوز أن تكون {غَيْرَ} حالا، وذكّرت كلمة {بَعِيدٍ} لأنها صفة لشيء محذوف، أي شيئا غير بعيد، أو لأن الجنة بمعنى البستان، أو على زنة المصدر كالزفير والصهيل، كما تقرر في قوله تعالى:{إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف ٥٦/ ٧].
{هذا ما تُوعَدُونَ} أي يقال لهم: هذا ما توعدون، والإشارة إلى الثواب، أي هذا هو الثواب الذي وعدتم به على ألسنة الرسل، ويقرأ أيضا بالياء: يوعدون. {أَوّابٍ} كثير الرجوع إلى الله تعالى وطاعته. {حَفِيظٍ} كثير الحفظ أي حافظ لحدود الله وشرائعه.
{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ} من خاف عقاب الله، وهو غائب عن الأعين، فلم يره أحد.
{مُنِيبٍ} مقبل على طاعة الله. {اُدْخُلُوها بِسَلامٍ} أي يقال لهم: أدخلوها سالمين من كل خوف أو مسلّما عليكم من الله وملائكته. {ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} أي ذلك اليوم الذي حصل فيه الدخول يوم الخلود في الجنة، إذ لا موت فيها، أي يوم تقدير الخلود، كقوله تعالى:{فَادْخُلُوها خالِدِينَ}[الزمر ٧٣/ ٣٩].