للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ} استعارة، حيث استعار {الظُّلُماتِ} للكفر والضلالة، و {النُّورِ} للإيمان والهداية.

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً} استعارة تمثيلية، مثل حال المنفق بإخلاص بمن يقرض ربه قرضا واجب الوفاء.

المفردات اللغوية:

{آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ} صدقوا بوحدانية الله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وداوموا على الإيمان بهما.

{وَأَنْفِقُوا مِمّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} أنفقوا في سبيل الله من الأموال التي جعلكم خلفاء في التصرف فيها، فهي في الحقيقة له، لا لكم، وسيخلفكم بدلا عنها، وفيه حث على الإنفاق وتهوين له على النفس. {فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} هذا وعد فيه عدة مبالغات هي جعل الجملة اسمية، وإعادة ذكر الإيمان والإنفاق، وبناء الحكم على الضمير، وتنكير كلمة الأجر، ووصفه بالكبر.

{وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ} خطاب للكفار، أي لا مانع لكم من الإيمان. {وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ} أخذه الله عليكم في عالم الذر حين أشهدكم على أنفسكم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، وكذلك بعد وجودكم، إذ أقام الأدلة على وجوده وتوحيده في الأنفس والآفاق، ومكنكم من النظر بالعقل والتفكير. {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أي إن كنتم مريدين الإيمان به، فبادروا إليه.

{آياتٍ بَيِّناتٍ} هي آيات القرآن. {لِيُخْرِجَكُمْ} الله تعالى، أو عبده محمد صلى الله عليه وسلم. {مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ} أي من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان. {وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ} في إخراجكم من الكفر إلى الإيمان. {لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ} حيث نبّهكم بالرسل والآيات، ولم يقتصر على الحج العقلية.

{وَما لَكُمْ أَلاّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} أي وما لكم بعد إيمانكم ألا تنفقوا في سبيل الجهاد وفيما يكون قربة إليه. {وَلِلّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي أنه يرث كل شيء فيهما، ولا يبقى لأحد مال، وإذا كان الأمر كذلك فإنفاقه بحيث يستخلف عوضا يبقى، وهو الثواب، كان أولى.

{لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ} أي لا تساوي بين المنفق قبل فتح مكة وقاتل الأعداء، ومن أنفق من بعد الفتح وقاتل، لوجود السبق في الإيمان، وقوة اليقين، وتحرّي المصالح العامة للمسلمين. وذكر القتال للاستطراد. والمراد بالفتح فتح مكة الذي أعز الله به الإسلام، وكثر أهله، وقلّت الحاجة إلى الإنفاق والمقاتلة. {وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى} أي وكلاّ من الفريقين وعده الله المثوبة الحسنى، وهي الجنة. {وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} عالم بأعمالكم الظاهرة والباطنة، فمجازيكم على حسبها.

<<  <  ج: ص:  >  >>