{إِنَّمَا السَّبِيلُ} بالمعاتبة {يَسْتَأْذِنُونَكَ} في التخلف عن الجهاد {وَهُمْ أَغْنِياءُ} واجدون للأهبة {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ} استئناف لبيان ما هو السبب لاستئذانهم من غير عذر، وهو رضاهم بالدناءة والانتظام في جملة الخوالف من النساء والصبيان والعجزة، إيثارا للدعة والراحة {وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ} ختم عليها بسبب تقصيرهم حتى غفلوا عن سوء العاقبة {فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} لا يدركون مغبة عملهم.
المناسبة:
لما قال الله تعالى في الآية السابقة:{ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} قال في هذه الآية: إنما السبيل على من كان مستأذنا من الأغنياء، أي إن طريق المعاتبة بالتخلف عن الجهاد لهؤلاء المنافقين.
التفسير والبيان:
لما بيّن الله تعالى من لا سبيل عليه وهم ذوو الأعذار بحق، ذكر من عليهم السبيل، أي إن العلامة والمعاتبة لا على المحسنين، وإنما على هؤلاء الذين يستأذنون في العقود عن الجهاد، وهم أغنياء قادرون على إعداد العدة من زاد وراحلة وسلاح وغير ذلك، فلا عذر لهم البتة، والسبب في استحقاقهم المؤاخذة:
أنهم رضوا لأنفسهم بأن يكونوا مع الخوالف والخالفين من النساء والصبيان