{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} أي، وإنه لأجل حب المال لبخيل، واللام تتعلق ب (شديد) أي وإنه لشديد لأجل حب المال، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه.
{أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ} العامل في {إِذا بُعْثِرَ}: ما دل عليه: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}. ولا يجوز أن يعمل فيه (خبير) لأنه لا يجوز أن يعمل ما بعد {إِنَّ} فيما قبلها، ولا يجوز أن يعمل فيه {يَعْلَمُ} لأن الإنسان لا يطلب منه العلم في الآخرة، وإنما في الدنيا.
و {يَوْمَئِذٍ}: ظرف عمل فيه {لَخَبِيرٌ} وجاز أن يعمل فيما قبله؛ لأن اللام في تقدير التقديم، بخلاف {إِنَّ}.
{وَالْعادِياتِ ضَبْحاً} أقسم بخيل المجاهدين تعدو، فتضبح ضبحا، قال أبو حيان: والظاهر أن المقسم به هو جنس العاديات، {وَالْعادِياتِ} الخيل التي تعدو وتسرع في العدو أي الجري جمع عادية. والضّبح: صوت أنفاس الخيل حين العدو أو الجري. {فَالْمُورِياتِ} الخيل القادحات التي توري النار، أي تخرجها، جمع مورية، والإيراء: إخراج النار بزند ونحوه. {قَدْحاً} القدح:
إخراج النار، ويلاحظ أن الخيل إذا ركضت أو سارت في أرض ذات حجارة بالليل تقدح شرارة من النار بحوافرها. {فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً} الخيل التي تغير أو تهجم على العدو بإغارة أصحابها، وقت الصبح، جمع مغيرة.
{فَأَثَرْنَ بِهِ} هيجن بمكان عدوهن، أو بذلك الوقت وهو الصبح. {نَقْعاً} غبارا، بشدة حركتهن. {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} توسطن بذلك الوقت أو بالعدو أو بالنقع جمعا من جموع الأعداء، أي صرن وسط الجمع.