للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مكانة البيت الحرام والشهر الحرام وشأن الهدي والقلائد]

{جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٩٧)}

الإعراب:

{الْبَيْتَ الْحَرامَ} عطف بيان على جهة المدح، لا على جهة التوضيح، كما تجيء الصفة كذلك {قِياماً} مفعول {جَعَلَ} الثاني.

{ذلِكَ لِتَعْلَمُوا}: {ذلِكَ} إما مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: الأمر كذلك.

وإما منصوب على تقدير: فعل ذلك لتعلموا.

البلاغة:

{الْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ} أي البدن ذوات القلائد، وهو عطف خاص على عام؛ لأن الثواب فيها أكثر، وبهاء الحج معها أظهر، على حد تعبير الزمخشري (الكشاف: ٤٨٥/ ١ - ٤٨٦).

المفردات اللغوية:

{جَعَلَ اللهُ} إما جعلا تكوينيا خلقيا أو تشريعيا {الْكَعْبَةَ} هي البيت المربع المرتفع، الذي بناه إبراهيم وإسماعيل بمكة عليهما السلام، وسميت كعبة لعلوها وارتفاع شأنها وتربيعها، وأكثر بيوت العرب مدورة.

{قِياماً لِلنّاسِ} ما يقوم به أمرهم ويصلح شأنهم من أمر دينهم بالحج إليه، ودنياهم بتوفير الأمن فيه لداخله وعدم التعرض له، وجبي ثمرات كل شيء إليه. {وَالشَّهْرَ الْحَرامَ} أي الأشهر الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، قياما لهم بأمنهم من القتال فيها {وَالْهَدْيَ} ما يهدي إلى الحرم من الأنعام توسعة على فقرائه {وَالْقَلائِدَ} أي ذوات القلائد من الهدي: وهي الأنعام التي كانوا يضعون القلادة على أعناقها إذا ساقوها هديا، وخصها بالذكر لعظم شأنها. والهدي والقلائد قيام للناس بأمن صاحبهما من التعرض له {ذلِكَ لِتَعْلَمُوا.}. الجعل المذكور لجلب المصالح لكم ودفع المضار عنكم قبل وقوعها دليل على علمه بما هو في الوجود وما هو كائن.

<<  <  ج: ص:  >  >>