١ - الإيمان يزيد وينقص، وهو مذهب أكثر السلف والخلف، فالمؤمنون يزدادون إيمانا بما يتجدد نزوله من القرآن، ويفرحون به، لتزكية نفوسهم، وتحقيق سعادتهم.
٢ - الكفر يتراكم بعضه فوق بعض، وينضم بعضه إلى بعض؛ لأنهم كلما جددوا بتجديد الله الوحي كفرا ونفاقا، ازداد كفرهم واستحكم، وتضاعف عقابهم.
٣ - المنافقون المستهزئون بالقرآن يموتون على كفرهم إن لم يتوبوا، مما يدل على مداومة الكفر.
٤ - وسائل تذكير المنافقين بالإيمان والحق كثيرة متكررة، فتتوالى عليهم اختبارات عديدة كالأمراض والأوجاع، والشّدة والقحط، والجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلّم كل عام مرة أو مرتين، ويرون ما وعد الله من النصر والتأييد.
٥ - ومن الوسائل الداعية لإيمان المنافقين أيضا ما ينزل به القرآن كاشفا أسرارهم، معلما بمغيبات أمورهم، ومع ذلك ينصرفون عن تلك الحال التي هي مظنّة النظر الصحيح والاهتداء، ولا يسمعون القرآن سماع تدبر وتعقل ونظر في آياته:{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ}[الأنفال ٢٢/ ٨].
وقوله:{أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً} قول صادر على سبيل الاستهزاء، وقوله {نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ} اكتفاء بنظر بعضهم إلى بعض على سبيل الهزء، وطلب الفرار.