للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به النسب، أي ذات قعود، كقولهم: حامل وحائض وطاهر وطالق، أي ذات حمل وطمث وطهر وطلاق.

{فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ} دخول الفاء في {فَلَيْسَ} يدل على أن {اللاّتِي} في موضع رفع؛ لأنه صفة للقواعد لا للنساء؛ لأنك لو جعلته صفة للنساء، لم يكن لدخول الفاء وجه؛ لأن الموصول هي التي يدخل الفاء في خبرها، فإذا جعلت {اللاّتِي} صفة للقواعد، فالصفة والموصوف بمنزلة شيء واحد.

{غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ} حال من ضمير (هن) في ثيابهن، أو من ضمير {يَضَعْنَ}.

البلاغة:

{عَلِيمٌ حَكِيمٌ} {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صيغة مبالغة.

المفردات اللغوية:

{الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} العبيد والإماء. {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ} الصبيان الذين لم يبلغوا من الأحرار، والحلم من حلم: وقت البلوغ: إما بالاحتلام وإما ببلوغ خمس عشرة سنة.

{ثَلاثَ مَرّاتٍ} أي في ثلاثة أوقات. {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} أي تخلعون ثيابكم وقت الظهر، وقوله: من الظهيرة: بيان للحين. {وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ} لأنه وقت التجرد عن اللباس والالتحاف باللحاف. {ثَلاثُ عَوْراتٍ} أي ثلاثة أوقات يختل فيها تستركم وتبدو فيها العورات لإلقاء الثياب، والعورة: الخلل، والأعور: المختل العين، وسميت كل حالة عورة؛ لأن الناس يختل تحفظهم وتسترهم فيها. {لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ} أي لا على المماليك والصبيان.

{جُناحٌ} إثم وذنب في الدخول عليكم بغير استئذان. {بَعْدَهُنَّ} بعد الأوقات الثلاثة.

{طَوّافُونَ عَلَيْكُمْ} أي هم طوافون عليكم للخدمة والمخالطة وكثرة المداخلة. وفيه دليل على تعليل الأحكام. {بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ} بعضكم طائف على بعض، أو يطوف بعضكم على بعض، والجملة مؤكدة لما قبلها.

{كَذلِكَ} مثل ذلك التبيين لما ذكر. {يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ} أي الأحكام. {وَاللهُ عَلِيمٌ} بأمور خلقه وأحوالهم. {حَكِيمٌ} بما دبره لهم وشرع. ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان.

{وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ} أيها الأحرار، ولا يدخل فيهم المماليك. {فَلْيَسْتَأْذِنُوا} في جميع الأوقات. {كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي الأحرار الكبار الذين بلغوا من قبلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>