للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبِّي} في موضع نصب على الحال: لأنه في الأصل صفة لكتاب وهو نكرة، فلما تقدمت صفة النكرة عليها، وجب النصب على الحال. ويحتمل أن يكون {فِي كِتابٍ} بدلا من قوله: {عِنْدَ رَبِّي} ويكون {عِنْدَ رَبِّي} خبر المبتدأ.

و {لا يَضِلُّ رَبِّي} أي لا يضل ربي عنه، فحذف الجار والمجرور، كما حذفا في آية {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى} [النازعات ٤١/ ٧٩] أي المأوى له.

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ} خبر لمبتدأ محذوف، أو صفة لربي، أو منصوب على المدح.

{كُلُوا وَارْعَوْا} حال من ضمير أخرجنا، أي مبيحين لكم الأكل ورعي الأغنام.

البلاغة:

{نُعِيدُكُمْ} و {نُخْرِجُكُمْ} بينهما طباق.

{فَأَخْرَجْنا} التفات من الغيبة إلى التكلم.

{مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ} مقابلة، قابل بين {مِنْها} و {فِيها} وبين الخلق والإعادة.

المفردات اللغوية:

{قالَ}: فرعون. {فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى}؟ إنما خاطب الاثنين، وخص موسى بالنداء؛ لأنه الأصل، وهارون وزيره وتابعه. {أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} أي منح كل نوع من المخلوقات صورته وشكله الذي يطابق كماله، ويناسب خواصه ومنافعه، ومميزاته التي يتميز بها من غيره. {ثُمَّ هَدى} ثم عرفه كيف يرتفق بما أعطي له.

{قالَ} فرعون. {فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى} فما حالهم بعد موتهم من السعادة والشقاوة.

والبال في الأصل: الفكر، يقال: خطر ببالي كذا، ثم أطلق هنا على الحال المعني بها.

و {الْقُرُونِ} الأمم، مثل قوم نوح وهود ولوط‍ وصالح في عبادتهم الأوثان.

{قالَ} موسى. {عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ} أي علم حالهم محفوظ‍ عند ربي في اللوح المحفوظ‍، يجازيهم عليها يوم القيامة. والمراد أن حالهم غيب لا يعلمه إلا الله، وقصد بذلك كما علم الله الذي لا يضيع منه شيء. {لا يَضِلُّ} لا يخطئ مكان الشيء، والضلال: أن تخطئ الشيء في مكانه، فلم تهتد إليه. {وَلا يَنْسى} ربي شيئا، والنسيان: عدم تذكر الشيء بحيث لا يخطر ببالك. وهما محالان على الله العالم بالذات.

<<  <  ج: ص:  >  >>