{قالَ: فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} الحق الأول بالرفع: إما خبر مبتدأ محذوف وتقديره: أنا الحق أو فالحق قسمي أو مني، وإما مبتدأ، والخبر محذوف، تقديره: فالحق متى، ويقرأ بالنصب على تقدير فعل، تقديره: الزموا الحق أو اتبعوا الحق، أو بتقدير حذف حرف القسم، كقولك: الله لأفعلن، والدليل على أنه قسم: قوله تعالى: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ}.
و {فَالْحَقُّ} الثاني: منصوب ب {أَقُولُ} أي أقول الحق، وهو اعتراض بين القسم وجوابه.
وقرئ: فالحقّ والحقّ أقول، بالجر فيها على القسم، وإعمال حرف الجر في القسم مع الحذف، كما تقول: الله لأفعلن، (و) الله لأذهبن، وهي قراءة شاذة.
{إِذْ قالَ رَبُّكَ} أي اذكر حين ذلك. {إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ} هو آدم.
{سَوَّيْتُهُ} أتممته وعدّلت وأكملت خلقته. {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} وأحييته بنفخ الروح فيه، وأضاف الروح إلى نفسه لشرفه وطهارته، والروح: جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه.
{فَقَعُوا لَهُ} فخروا له أو اسقطوا له. {ساجِدِينَ} تكرمة وتبجيلا له، وهو سجود تحية بالانحناء، لا سجود عبادة.
{كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} تأكيدان، الأول لإفادة العموم، والثاني لإفادة الاجتماع في السجود.
{إِبْلِيسَ} هو أبو الجن، وكان من الملائكة. {اِسْتَكْبَرَ} تعاظم. {وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ} في علم الله، أو باستكباره عن أمر الله تعالى، واستنكافه عن الطاعة. {ما مَنَعَكَ} ما صرفك وصدك. {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} خلقته بنفسي من غير توسط أب وأم، واليد: القدرة، وهو تمثيل