وأما إعطاء المساكين: فهم الذين لا يسألون، وأما السائلون فهم الذين كشفوا وجوههم،
وقد صح عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:«ليس المسكين الذي تردّه اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له، فيتصدق عليه».
وفي الرقاب: قال مالك والشافعي: هم عبيد يعتقون قربة. وقال أبو حنيفة: إنهم المكاتبون يعانون في فك رقابهم. والصحيح أنه عام.
وأما الوصف البارز الذي توجّه به الله تعالى لمن اتصف بصفات البر في الآية فهو:{أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} وصفهم بالصدق والتقوى في أمورهم والوفاء بها، وأنهم كانوا جادّين في الدين، وهذا غاية الثناء.
{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ} الضمير يعود إلى {فَمَنْ} وكذا ضمير {مِنْ أَخِيهِ} يعود على {فَمَنْ}، وفيه حذف: تقديره: من حق أخيه، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. والأخ: يراد به ولي المقتول. {شَيْءٌ} يراد به دم القتيل. وشيء: مرفوع نائب فاعل لفعل {عُفِيَ}. {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ} أي لكم في هذا الجنس من الحكم الذي هو القصاص حياة عظيمة.