{وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ} أي الكافر {ضُرٌّ} شدة {دَعا رَبَّهُ} تضرع {مُنِيباً إِلَيْهِ} راجعا إليه {خَوَّلَهُ نِعْمَةً} أعطاه إنعاما وملكه {نَسِيَ} ترك الضر {ما كانَ يَدْعُوا} الذي يتضرع إلى كشفه {إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ} وهو الله، من قبل النعمة {أَنْداداً} شركاء، جمع ندّ {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} عن سبيل دين الإسلام، وقرئ ليضل وكل من الضلال والإضلال نتيجة، وليسا غرضين.
{قُلْ: تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً} بقية أجلك، وهو أمر تهديد، فيه إشعار بأن الكفر نوع تشهي لا سند له، وإقناط للكافر من التمتع في الآخرة، ولذلك علله بقوله:{إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ} هذا استئناف على سبيل المبالغة.
{قانِتٌ} طائع خاشع {آناءَ اللَّيْلِ} ساعاته {وَقائِماً} للصلاة {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ} يخاف عذابها {وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ} أي جنته، وفي الكلام محذوف تقديره: كمن هو عاص بالكفر أو غيره {قُلْ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} نفي لاستواء الفريقين، أي لا يستويان، وكما لا يستوي العالمون والجاهلون لا يستوي القانتون والعاصون {يَتَذَكَّرُ} يتعظ {أُولُوا الْأَلْبابِ} أصحاب العقول.
سبب النزول:
نزول الآية (٩):
{أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ}؟: أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله: {أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ} الآية، قال: نزلت في عثمان بن عفان، وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال: نزلت في عمار بن ياسر. وأخرج جويبر عن ابن عباس قال: نزلت في ابن مسعود وعمار بن ياسر وسالم مولى أبي حذيفة.
المناسبة:
بعد بيان فساد مذهب المشركين في عبادة الأصنام، وأنه لا دليل لهم على عبادتها، وبيان أن الله تعالى هو الذي يجب أن يعبد، وأن الله غني عما سواه من المخلوقات لا يفتقر إلى عبادتهم، ذكر الله تعالى هنا تناقض الكفار بالرجوع إلى