إذا أمسى بأرض قفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه. {فَزادُوهُمْ} زادوا الجنّ باستعاذتهم بهم. {رَهَقاً} طغيانا وكبرا وعتوا، وأصل الرهق: الإثم وارتكاب المعاصي. {وَأَنَّهُمْ} أي الإنس. {ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ} أيها الجن. {أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً} بعد موته.
سبب النزول:
نزول الآية (١):
{قُلْ: أُوحِيَ..}.: أخرج البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم عن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الجن ولا رآهم، ولكنه انطلق في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: ما هذا إلا لشيء قد حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا هذا الذي حدث، فانطلقوا فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهامة، إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو بنخلة، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء.
فهنالك رجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا، إنا سمعنا قرآنا عجبا، فأنزل الله على نبيّه:{قُلْ: أُوحِيَ إِلَيَّ} وإنما أوحي إليه قول الجن.
نزول الآية (٦):
{وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ.}.: أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ابن حيان في العظمة عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال: خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة، وذلك أول ما ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتصف الليل، جاء ذئب، فأخذ حملا من الغنم، فوثب الراعي، فقال: عامر الوادي، جارك، فنادى مناد، لا نراه يا سرحان، فأتى الحمل