للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{فَتَعالَيْنَ} أصله من العلو، إلا أنه كثر استعماله في معنى «انزل» فيقال للمتعالي: تعال، أي انزل.

البلاغة:

{إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها} {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدّارَ الْآخِرَةَ} بينهما ما يسمى بالمقابلة أي الطباق بين جملتين.

المفردات اللغوية:

{لِأَزْواجِكَ} هن تسع، وطلبن منه من زينة الدنيا ما ليس عنده. {الْحَياةَ الدُّنْيا} السعة والتنعم فيها. {وَزِينَتَها} زخارفها. {أُمَتِّعْكُنَّ} أعطكن المتعة وهي متعة الطلاق وهي مال يعطى للمطلقة. {وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً} أطلقكن من غير ضرار وبدعة، والتسريح: الطلاق، روي أنهن سألنه ثياب الزينة وزيادة النفقة، فنزلت، فبدأ بعائشة، فخيرها، فاختارت الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، ثم اختارت الباقيات اختيارها، فشكر لهن الله ذلك، فأنزل {لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب ٥٢/ ٣٣].

وتعليق التسريح بإرادتهن الدنيا يدل على أن المخيّرة إذا اختارت زوجها لم تطلق، خلافا لرواية عن علي، ويؤيده

قول عائشة: «خيرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فاخترناه، فلم يعدّ طلاقا» فإذا اختارت نفسها فإنه طلقة رجعية عند الشافعية، وبائنة عند الحنفية. وتقديم التمتيع على التسريح:

من الكرم وحسن الخلق.

{وَالدّارَ الْآخِرَةَ} الجنة. {فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ} بإرادة الآخرة. {أَجْراً عَظِيماً} الجنة، يستحقر دونه الدنيا، ومن في قوله {مِنْكُنَّ} للتبيين؛ لأنهن كلهن كن محسنات.

{بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} كبيرة ظاهرة القبح كالنشوز. {يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ} أي مثلي عذاب غيرهن؛ لأن الذنب منهن أقبح، كما أن ثوابهن مرتان، كما قال تعالى: {نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ} [الأحزاب ٣١/ ٣٣]. {وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً} لا يمنعه عن التضعيف كونهن نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم.

<<  <  ج: ص:  >  >>