أمامهم وعن أيمانهم حال مشيهم على الصراط، كما جاء في سورة الحديد:
{وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ.}. [٢٨]، ويدعو المؤمنون حين يطفئ الله نور المنافقين يوم القيامة، قائلين تقربا إلى الله:{رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا}، أي أبقه لنا، فلا ينطفئ حتى نتجاوز الصراط، واستر ذنوبنا وتجاوز عن سيئاتنا، ولا تفضحنا بالعقاب عليها حين الحساب، فإنك على كل شيء قدير، ومنه إتمام نورنا، وغفران ذنوبنا، وتحقيق رجائنا وآمالنا، فأجب دعاءنا.
ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار بالسيف والمنافقين بالحجة، فقال:
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفّارَ وَالْمُنافِقِينَ، وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ، وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ، وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} أي يا أيها الرسول النبي قاتل الكفار بالسيف، والمنافقين بالحجة والبرهان وإقامة الحدود عليهم إذا ارتكبوها، وشدّد عليهم في الدعوة إلى الإسلام في الدنيا، واستعمل العنف والقسوة والشدة مع الفريقين، فيما تجاهدهما به من القتال والمحاجة والوعيد، لذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطرد بعض المنافقين من الجامع قائلا: اخرج يا فلان، اخرج يا فلان. وهذا عذابهم في الدنيا.
وسيكون مقر الفريقين ومسكنه في الآخرة جهنم، وبئس المرجع والمثوى والمقيل.
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات الكريمات إلى ما يلي:
١ - أمر الله-والأمر للوجوب-بأن يقي المؤمنون أنفسهم النار بأفعالهم، وأهليهم بالنصح والوعظ والإرشاد. وهذا يتطلب الالتزام التام بأحكام الشرع أمرا ونهيا، وترك المعاصي وفعل الطاعات، ومتابعة القيام بالأعمال الصالحة، وحث الزوجة والأولاد على أداء الفرائض واجتناب النواهي، ومراقبتهم المستمرة في ذلك.