وعلى كل حال كان السلف الصالح يؤثرون التقشف في الدنيا، ليكون ثوابهم في الآخرة أكمل، أما التمتع بزخارف الدنيا المباحة فليس ممتنعا، للآيات المتقدمة:{لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ}[المائدة ٨٧/ ٥]، {قُلْ: مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ.}. الآية [الأعراف ٣٢/ ٧]. قال الرازي: نعم لا ينكر أن الاحتراز عن التنعم أولى، لأن النفس إذا اعتادت التنعم صعب عليها الاحتراز والانقباض، وحينئذ فربما حمله الميل إلى تلك الطيبات على فعل ما لا ينبغي، وذلك مما يجرّ بعضه إلى بعض، ويقع في البعد عن الله تعالى بسببه (١).