٩ - إن الهدف من القصة هو العبرة والعظة، والقرآن الكريم سهّله الله للاتعاظ والاعتبار، ولكن ما أكثر المواعظ والعبر، وأقل الاعتبار. وقد كرر تعالى بيان ذلك للتنبيه والتأكيد.
{آلَ فِرْعَوْنَ} قومه معه، واكتفى بذكرهم دونه للعلم بأنه القائد وأنه أولى بذلك.
{النُّذُرُ} الإنذارات على لسان موسى وهارون، فلم يؤمنوا. {كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها} أي بل كذبوا بالآيات التسع التي أوتيها موسى عليه السلام. {فَأَخَذْناهُمْ} بالعذاب. {أَخْذَ عَزِيزٍ} قوي لا يغالب ولا يغلب. {مُقْتَدِرٍ} قادر لا يعجزه شيء.
التفسير والبيان:
هذه قصة خامسة بإيجاز، أخبر الله بها عن تكذيب فرعون وقومه بالرسل، فقال:
{وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} أي والله لقد جاءت الإنذارات والبشائر فرعون وقومه من طريق موسى وهارون، الإنذار بالعذاب إن كفروا، والبشارة بالجنة إن آمنوا. والفرق بين الآل والقوم: أن القوم أعم من الآل، فالقوم: كل من يقوم الرئيس بأمرهم ويأتمرون بأمره، والآل: كل من يؤول إلى الرئيس خيرهم وشرهم، أو يؤول إليهم خيره وشره.