للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} استفهام يراد منه التعجيب. {يَعْلَمُونَ} و {يَعْمَلُونَ} جناس ناقص لتغير الرسم.

{أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ، أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ} و {أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} بينهما ما يسمى بالمقابلة.

{أَلا} {الشَّيْطانُ} {عَلَيْهِمُ} في الجملتين السابقتين، تأكيدات متنوعة تفيد التقبيح في الأولى، والتحلية في الثانية.

{يَعْمَلُونَ}، {خالِدُونَ}، {الْكاذِبُونَ}، {الْخاسِرُونَ}، توافق الفواصل في الحرف الأخير.

المفردات اللغوية:

{أَلَمْ تَرَ} تنظر أو أخبرني، وهو أسلوب يراد به التعجيب للمخاطب من حال هؤلاء المنافقين. {الَّذِينَ تَوَلَّوْا} والوا وودّوا وأحبوا، وهم المنافقون. {قَوْماً} هم اليهود. {غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} سخط‍. {ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ} لأنهم منافقون مذبذبون بين ذلك. {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ} وهو ادعاء الإسلام وأنهم من المؤمنين. {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم كاذبون فيه أي في المحلوف عليه.

{أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً} نوعا من العذاب متفاقما. {إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} من المعاصي التي تمرنوا عليها وأصروا على فعلها. {اِتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ} أي التي حلفوا بها. {جُنَّةً} وقاية وسترا على أنفسهم من المؤاخذة. {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} صدوا بأيمانهم الناس عن دين الله بالتحريش والتثبيط‍. {فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ} وعيد ثان بوصف أخر لعذابهم، وهو أنه ذو إهانة.

{مِنَ اللهِ} من عذابه. {شَيْئاً} من الإغناء. {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ} أي اذكر لهم ذلك اليوم. {فَيَحْلِفُونَ لَهُ} أنهم مؤمنون. {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ} من نفع حلفهم في الآخرة كالدنيا. {اِسْتَحْوَذَ} استولى عليهم وأحاط‍ بهم وغلب على عقولهم. {حِزْبُ الشَّيْطانِ} أعوانه وأتباعه وأنصاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>