{أَنْ لَنْ تَقُولَ}{أَنْ} مخففة من الثقيلة، أي أنه. وكذا {أَنْ لَنْ يَبْعَثَ} مخففة من الثقيلة. {أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً} سدّ مسدّ مفعولي {ظَنُّوا}.
البلاغة:
{قُرْآناً عَجَباً} وصف بالمصدر للمبالغة، أي عجيبا في إيجازه وإعجازه.
{فَآمَنّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً} بينهما طباق السلب؛ لأن الإيمان ضدّ الشرك ونفي له.
{الْإِنْسُ} و {الْجِنُّ} بينهما طباق.
{أَحَداً}، {وَلَداً}، {رَصَداً}، {رَشَداً}، {قِدَداً}، {صَعَداً}، {عَدَداً} إلخ توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات، وهو ما يسمى في علم البديع بالسجع المرصع.
المفردات اللغوية:
{قُلْ} أيها النبي للناس. {أُوحِيَ إِلَيَّ} أخبرني الله تعالى بالوحي. {أَنَّهُ} الهاء ضمير الشأن. {اِسْتَمَعَ} لقراءتي القرآن. {نَفَرٌ} النفر: ما بين الثلاثة إلى العشرة. {الْجِنِّ} أجسام عاقلة خفية مخلوقة من النار، والمقصود بهم هنا جن نصيبين، وذلك في صلاة الصبح ببطن نخل:
موضع بين مكة والطائف، وهم المذكورون في قوله تعالى:{وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ} الآية [الأحقاف ٢٩/ ٤٦]. {فَقالُوا} لقومهم لما رجعوا إليهم. {قُرْآناً} كتابا.
{عَجَباً} بديعا في حسن نظمه ودقة معناه، يتعجب منه من فصاحته وغزارة معانيه، مباين لكلام الناس. و {عَجَباً}: مصدر وصف به القرآن للمبالغة.
{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} الإيمان والحق والصواب. {فَآمَنّا بِهِ} بالقرآن. {وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً} لما نطق به من الأدلة القاطعة الدالة على التوحيد. {وَأَنَّهُ} الهاء ضمير الشأن. {تَعالى جَدُّ رَبِّنا} تنزه جلاله وعظمته عما نسب إليه من الصاحبة والولد، والمعنى: وصف بالتعالي عن الصاحبة والولد لعظمته. والجدّ: العظمة. وقرئ: جدّا بالتمييز، وجدّ بالكسر، أي صدق ربوبيته، كأنهم سمعوا من القرآن ما نبههم على خطأ ما اعتقدوه من الشرك واتخاذ الصاحبة والولد.
{صاحِبَةً} زوجة. ويحتمل أن يكون المراد من الجدّ: الملك والسلطان أو الغنى، جاء في الحديث:«لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» قال أبو عبيدة: لا ينفع ذا الغنى منك غناه. {سَفِيهُنا} السفيه: الجاهل ومن عنده خفة وطيش تنشأ عن حمق وجهل. {شَطَطاً} غلوّا في الكذب وتجاوزا حدّ العدل والحق بنسبة الصاحبة والولد إليه. {كَذِباً} بوصفه بذلك، حتى تبينا كذبهم فيما قالوا. {يَعُوذُونَ} يستعيذون أو يطلبون النجاة والعون. {بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ} كان الرجل