{فَيَغْفِرُ} ومثله {وَيُعَذِّبُ}: يجوز فيه الرفع والجزم والنصب، فالرفع على الاستئناف وتقديره: فهو يغفر، والجزم بالعطف على {يُحاسِبْكُمْ}، والنصب ضعيف، على تقدير (أن) بعد الفاء، والفعل وما بعده في تأويل المصدر لعطف مصدر على مصدر حملا على المعنى دون اللفظ، كأنه قال: إن يكن إبداء أو إخفاء منكم، فمحاسبة، فغفران منّا.
البلاغة:
يوجد طباق بين:{وَإِنْ تُبْدُوا.}. {أَوْ تُخْفُوهُ} وبين {فَيَغْفِرُ.}. {وَيُعَذِّبُ}.
المفردات اللغوية:
{تُبْدُوا.}. تظهروا ما في أنفسكم من السوء والعزم عليه {أَوْ تُخْفُوهُ} تسرّوه {يُحاسِبْكُمْ.}.
يخبركم به الله يوم القيامة {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ} يستر من أراد المغفرة له {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ} يعاقب من أراد تعذيبه {وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} عظيم القدرة على أي شيء، ومنه محاسبتكم وجزاؤكم، قال أبو حيان: لما ذكر المغفرة والتعذيب لمن يشاء، عقب ذلك بذكر القدرة؛ إذ ما ذكر جزء من متعلّقات القدرة.
المناسبة:
هذه الآية متممة لآخر كل من الآيتين السابقتين وهما: {وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ