للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ} أي وممن معك أمم سنمتعهم في الدنيا، ثم يمسّهم منا عذاب أليم في الآخرة، والمراد بهم الكفار من ذرية من معه، وقيل: قوم هود وصالح ولوط‍ وشعيب، والعذاب: هو ما نزل بهم.

{تِلْكَ} إشارة إلى قصة نوح عليه السلام {مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ} من بعض أخبار ما غاب عنك {نُوحِيها إِلَيْكَ} يا محمد {مِنْ قَبْلِ هذا} القرآن {فَاصْبِرْ} على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح {إِنَّ الْعاقِبَةَ} المحمودة في الدنيا بالظفر، وفي الآخرة بالفوز {لِلْمُتَّقِينَ} عن الشرك والمعاصي.

المناسبة:

بعد أن أخبر الله تعالى عن استواء السفينة واستقرارها على الجودي، ونجاة المؤمنين وهلاك الكافرين، ذكر تعالى أمرين هما عبرة القصة:

الأول-تكريم نوح عليه السلام والمؤمنين معه بوعده تعالى عند الخروج من السفينة بالسلامة أولا، ثم بالبركة ثانيا، والسلامة تتضمن الدعوة لهم بالوقاية من المكروه؛ لأنهم كانوا كالخائفين على وضعهم: كيف يعيشون وكيف يحققون حاجاتهم من المأكول والمشروب، بعد أن عم الغرق جميع الأرض، وعلموا أنه ليس في الأرض شيء مما ينتفع به من النبات والحيوان.

ثم إنه تعالى لما وعد نوحا ومن معه بالسلامة، أردفه بأن وعدهم بالبركة وهي عبارة عن الدوام والبقاء والثبات ونيل الأمل.

والثاني-الإخبار عن أمور غائبة عن الخلق، تكون بمثابة الإنذار والإرهاب والاعتبار، وإعطاء الأمثلة للصبر الذي هو مفتاح الفرج:

التفسير والبيان:

يخبر الله تعالى عما قيل لنوح عليه السلام، حين أرست السفينة على الجودي، من السلام عليه وعلى من معه من المؤمنين وعلى كل مؤمن من ذريته

<<  <  ج: ص:  >  >>