للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{غَفُورٌ رَحِيمٌ} من صيغ المبالغة، أي كثير المغفرة والرّحمة.

{رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ، وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} فرّق بين الجملتين، فجعل الأولى جملة اسميّة؛ لأنها أبلغ من الفعليّة، ليناسب وصف الرّحمة، وجعل الثانية فعليّة: {وَلا يُرَدُّ} لتكون أقل في الإخبار عن وصف العقاب.

المفردات اللغوية:

{مُحَرَّماً} شيئا محظورا أو ممنوعا. {طاعِمٍ يَطْعَمُهُ} أكل يأكله. {مَيْتَةً} بهيمة ماتت حتف أنفها. {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً} سائلا يجري ويتدفّق من المذبوح، بخلاف غيره كالكبد والطّحال. {رِجْسٌ} قذر قبيح حرام نجس. {أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ} ذبح على غير اسم الله، للأصنام، والإهلال: رفع الصّوت. {فَمَنِ اضْطُرَّ} أي دعته ضرورة إلى تناول شيء منه كجوع شديد أو عطش شديد أو غصص. {غَيْرَ باغٍ} أي غير قاصد له. {وَلا عادٍ} أي متجاوز قدر الضرورة.

{الَّذِينَ هادُوا} اليهود، لقولهم: {إِنّا هُدْنا إِلَيْكَ} [الأعراف ١٥٦/ ٧] أي رجعنا وتبنا. {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} وهو ما لم تفرق أصابعه كالإبل والنّعام، والظفر للإنسان وغيره مما لا يصيد، والمخلب: لما يصيد. {شُحُومَهُما} الشّحم: ما يكون على الأمعاء والكرش والكلى من الدّهن. {إِلاّ ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما} أي علقت بها. {أَوِ الْحَوايا} أي حملته الأمعاء، جمع حاوية وحاوياء.

{أَوْ مَا اخْتَلَطَ‍ بِعَظْمٍ} منه أي من الشّحم، وهو شحم الألية، فإنه أحل لهم. {ذلِكَ} التحريم. {جَزَيْناهُمْ} به. {بِبَغْيِهِمْ} أي بسبب ظلمهم. {وَإِنّا لَصادِقُونَ} في أخبارنا ومواعيدنا. {فَإِنْ كَذَّبُوكَ} فيما جئت به {فَقُلْ} لهم: {رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ} حيث لم يعاجلكم بالعقوبة، وفيه تلطّف بدعوتهم إلى الإيمان. {وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ} أي عذابه إذا جاء.

سبب النزول:

نزول الآية (١٤٥):

{قُلْ: لا أَجِدُ.}.: أخرج عبد بن حميد عن طاوس قال: إن أهل الجاهلية كانوا يحرّمون أشياء، ويستحلّون أشياء، فنزلت: {قُلْ: لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً} الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>