و {خَيْرٌ} مرفوع بالظرف ارتفاع الفاعل بفعله، تقديره: كائنا لكم فيها خير. و {صَوافَّ} حال من هاء وألف {عَلَيْها} وهو ممنوع من الصرف؛ لأنه جمع بعد ألفه حرفان، أي مصطفّة.
{لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها} قرئ ينال بالياء والتاء، فمن قرأ بالتذكير أراد معنى الجمع، ومن قرأ بالتاء بالتأنيث أراد معنى الجماعة، والفصل بين الفعل والفاعل بالمفعول يقوي التذكير ويزيده حسنا.
البلاغة:
{الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} بينهما طباق؛ لأن القانع: المتعفف، والمعتر: السائل.
{وَالْبُدْنَ} جمع بدنة، وهي الإبل خاصة، ذكرا أو أنثى، لعظم بدنها، مثل ثمرة وثمر وثمر، ويشاركها البقرة في الحكم لا في الاسم؛ لقوله صلّى الله عليه وسلم فيما أخرجه الجماعة عن جابر:«البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة». {شَعائِرِ اللهِ} أعلام دينه. {لَكُمْ فِيها خَيْرٌ} نفع في الدنيا، وأجر في العقبى، أي لكم فيها منافع دينية ودنيوية. {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها} عند نحرها أو ذبحها، بأن تقولوا: الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، اللهم منك وإليك. {صَوافَّ} قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن، جمع صافّة وقرئ صوافن من صفن الفرس: إذا قام على ثلاث وطرف سنبك الرابعة؛ لأن البدنة تعقل إحدى يديها وتقوم على ثلاث وقرئ أيضا صوافيا بالتنوين وصوافي أي خوالص لوجه الله.
{وَجَبَتْ جُنُوبُها} سقطت على الأرض بعد النحر، وهو وقت الأكل منها، وهو كناية عن الموت. {فَكُلُوا مِنْها} إن شئتم. {وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} أي المتعفف الذي يقنع بما يعطى ولا يسأل ولا يتعرض، والمعتر: السائل أو المتعرض. {كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ} أي مثل ما وصفنا من نحرها قياما، سخرناها لكم مع عظمها وقوتها، بأن تنحر وتأخذوها منقادة.
{لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها} أي لا يرفعان إليه. {وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ} أي يرفع إليه منكم العمل الصالح الخالص له، مع الإيمان. {هَداكُمْ} أرشدكم لمعالم دينه ومناسك حجه. {الْمُحْسِنِينَ} الموحدين المخلصين لله.