و {فِيهِ شُرَكاءُ} مرفوع بالظرف على المذهبين: البصري والكوفي، لأن الظرف وقع صفة لقوله:{رَجُلاً}. و {رَجُلاً سَلَماً} معطوف على قوله: {رَجُلاً} الأول، أي مثل رجل سالم.
{هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً} تمييز.
المفردات اللغوية:
{ضَرَبْنا} جعلنا {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} يحتاج إليه الناظر في أمر دينه {يَتَذَكَّرُونَ} يتعظون {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} لا اختلال فيه بوجه من الوجوه، ولا لبس ولا اختلاف {يَتَّقُونَ} الكفر.
{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً} للمشرك والموحد، وضرب المثل: تشبيه حال غريبة بحال أخرى مثلها {مُتَشاكِسُونَ} متنازعون مختلفون لسوء أخلاقهم وطباعهم {سَلَماً} سالما خالصا {هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً} أي لا يستوي العبد المملوك لجماعة، والعبد لواحد، فإن الأول يحتار فيمن يخدم من أسياده إذا طلبوه وهو مثل للمشرك، والثاني مثل للموحد.
{الْحَمْدُ لِلّهِ} كل الحمد له وحده، لا يشاركه فيه على الحقيقة سواه، لأنه المنعم بالذات والمالك على الإطلاق {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أكثر أهل مكة والكفار لا يعلمون ما ينتظرهم من العذاب، فيشركون بالله غيره، لفرط جهلهم.
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} إنك يا محمد ميت، والكل سواء في الموت، ستموت ويموتون، فلا شماتة بالموت. نزلت الآية لما استبطؤوا موته ص. والميّت (بالتشديد) من سيموت، والميت (بالتخفيف) من مات {ثُمَّ إِنَّكُمْ} أيها الناس، فيه تغليب المخاطب على الغائب {تَخْتَصِمُونَ} تحتكمون للقضاء فيما حدث بينكم من المظالم.
المناسبة:
بعد بيان صفات القرآن الخمس المتقدمة والتي على رأسها أنه {أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} ذكر تعالى خواص أخرى للقرآن: هي أنه يضرب فيه الأمثال للناس تخويفا وتحذيرا، وأنه قرآن متلو إلى يوم القيامة، وأنه عربي اللسان، وغير ذي عوج، أي بريء من التناقض.