للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكفر وعداوة الرسول صلّى الله عليه وسلم والحقد عليه وغير ذلك. {وَما يُعْلِنُونَ} يظهرون بألسنتهم من الطعن في الرسول صلّى الله عليه وسلم وغيره. {وَهُوَ اللهُ} المستحق للعبادة. {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ} لا أحد يستحقها إلا هو. {فِي الْأُولى} الدنيا. {وَالْآخِرَةِ} الجنة. {لَهُ الْحُكْمُ} القضاء النافذ في كل شيء دون مشاركة أحد. {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بالنشور.

المناسبة:

بعد توبيخ المشركين على اتخاذ الشركاء ودعوتهم للشفاعة والنصرة، أبان الله تعالى أنه هو صاحب الاختيار المطلق في تعيين الشفعاء، لا المشركون، وكذا في اصطفاء بعض المخلوقات للرسالة والنبوة وتمييزهم عن غيرهم، فكان اختيار المشركين جهلا وغباء وضلالا. وسبب كون الاختيار لله: أنه العالم بالخفايا والظواهر، وأنه لإنعامه المستحق للعبادة، فلا يستحقها إلا هو، وأنه صاحب القضاء النافذ في كل شيء، وأن إليه المرجع والمآب للسؤال والحساب.

التفسير والبيان:

{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ، ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ، سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ} أي أنه تعالى يخبر أنه المنفرد بالخلق والاختيار دون منازع ولا معقب، والمعنى: ربك يا محمد وكل سامع صاحب الحق المطلق في خلق ما يشاء، واختيار ما يريد، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، والأمور كلها خيرها وشرها بيده، ومرجعها إليه، يختار أقواما لأداء الرسالة، ويصطفي من الملائكة والناس رسلا لأداء المهمة، ويمنح الحق في الشفاعة لمن يريد، يميز بعض مخلوقاته على بعض.

وليس للمشركين ولا لغيرهم أن يختاروا شيئا، فيقولوا مثلا: {لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف ٣١/ ٤٣] أي إما على الوليد بن المغيرة أو على عروة بن مسعود الثقفي شيخ الطائف. فقوله تعالى {ما كانَ}:

<<  <  ج: ص:  >  >>