للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ} أي ونجاه الله من عذابه الذي عذّب به أهل القرية «سدوم» الذين كانوا يرتكبون خبائث الأعمال، وأخطرها اللواط‍. وسبب ذلك أنهم كما قال تعالى:

{إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ} أي إنهم كانوا جماعة سوء وقبح، خارجين عن طاعة الله، مرتكبين معاصيه، والفسوق: الخروج.

والنعمة الرابعة هي: {وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا} أي وجعلناه من أهل رحمتنا أو في جنتنا، كما

جاء في الحديث الصحيح: «قال الله عز وجل للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي» وقيل: الرحمة: هي النبوة، أو الثواب. والسبب هو كما قال:

{إِنَّهُ مِنَ الصّالِحِينَ} أي من الذين يعملون الصالحات، ويؤدون الطاعات، بفعل الأوامر، واجتناب النواهي.

فقه الحياة أو الأحكام:

أنعم الله تعالى على لوط‍ عليه السلام بأربع نعم وهي:

١ - إيتاؤه الحكم: أي النبوة، والحكمة: وهي ما يجب فعله.

٢ - تعليمه العلم النافع: وهو المعرفة بأمر الدين، وما يقع به الحكم بين الخصوم.

٣ - إنجاؤه من العذاب الذي حل بالقرى التي أرسل إليها، لارتكاب أهلها خبائث الأعمال، وأهمها اللواط‍، ولأنهم قوم سوء فاسقين، أي خارجين عن طاعة الله تعالى.

٤ - إدخاله في جنان الخلد التي هي متنزل الرحمات الإلهية؛ لأنه من القوم الصالحين الذين آمنوا بالله، وأطاعوا ربهم، وائتمروا بأمره، وانتهوا عن نهيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>