للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البرق، ومنهم من يمر مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر كعدو الرجل، حتى إن آخرهم مرا رجل نوره على موضع إبهامي قدميه، يمر فيتكفّأ به الصراط‍، والصراط‍ دحض مزلّة (١)، عليه حسك كحسك القتاد (٢)، حافتاه ملائكة معهم كلاليب من نار، يختطفون بها الناس. وهذا المروي عن ابن مسعود سمعه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وروى ابن جرير عن ابن مسعود أيضا قال: الصراط‍ على جهنم مثل حد السيف، فتمر الطبقة الأولى كالبرق، والثانية كالريح، والثالثة كأجود الخيل، والرابعة كأجود البهائم، ثم يمرون، والملائكة يقولون: اللهم سلّم سلّم.

{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا، وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا} أي بعد أن مر الخلائق كلهم على الصراط‍ والنار، ننجي الذين اتقوا ما يوجب النار، وهو الكفر بالله ومعاصيه، ننجيهم من الوقوع في النار، فيمرون على الصراط‍ بإيمانهم وأعمالهم.

ونبقي الكافرين والعصاة في النار، جاثين على ركبهم، لا يستطيعون الخروج، ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود، أما العصاة من المؤمنين فيخرجون بعد العذاب على معاصيهم، فيخرج الله من النار من قال يوما من الدهر: لا إله إلا الله، ولم يعمل خيرا قط‍.

فقه الحياة أو الأحكام:

يستنبط‍ من الآيات الكريمات ما يأتي:

١ - يتعجب الكافر منكر البعث ويستبعد إعادته بعد موته، ولكن لا داعي لتعجبه، فإن الله قادر على كل شيء، ولو تأمل قليلا لأدرك أن من خلق


(١) دحض مزلة: بمعنى واحد، وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر.
(٢) أي عليه شوك كشوك نبات بنجد يقال له: السعدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>