{إِمّا يَبْلُغَنَّ} قرئ: {يَبْلُغَنَّ}: وحدّ الفعل لمجيء الفاعل بعده واحدا، فإن الفعل متى تقدم توحّد، والفاعل: أحدهما. ومن قرأ: يبلغان: فيكون {أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما} بدلا من ألف يبلغان أو تكون الألف لمجرد التثنية ولا حظّ للاسمية فيها، فيرتفع {أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما} بالفعل الذي قبلهما على لغة من قال: قاما أخواك، وأكلوني البراغيث. و {إِمّا}: هي إن الشرطية زيدت عليها ما تأكيدا.
{أُفٍّ} اسم من أسماء الأفعال، فكانت مبنية، والبناء إما على الكسر لالتقاء الساكنين، أو على الفتح لأنه أخف الحركات، أو على الضم لأنه أتبع الضمّ الضمّ. ومن نون {أُفٍّ} أراد به التنكير، ومن لم ينوّن أراد التعريف. وفي {أُفٍّ} إحدى عشرة لغة، مثل «هيهات».
{اِبْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها}{اِبْتِغاءَ}: مصدر منصوب في موضع الحال، أي:
وإما تعرضن عنهم مبتغيا رحمة من ربك ترجوها. وجملة {تَرْجُوها} حال منصوب، أي راجيا إياها.
البلاغة:
{وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ} استعارة مكنية، شبّه الذل بطائر ذي جناح، ثم حذف الطائر، ورمز له بشيء من لوازمه، وهو الجناح، فهذه استعارة في الشفقة والرحمة بهما والتذلل لهما تذلل الرعية للأمير والخدم للسادة.