للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوة أو الدولة في نفوذ أمرها وتمشيه بالريح وهبوبها، فقيل: هبت رياح فلان: إذا دالت له الدولة ونفذ أمره.

المفردات اللغوية:

{فِئَةً} جماعة، والمراد هنا جماعة كافرة {فَاثْبُتُوا} لقتالهم ولا تنهزموا {وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً} ادعوه بالنصر {تُفْلِحُونَ} تفوزون {وَلا تَنازَعُوا} تختلفوا فيما بينكم {فَتَفْشَلُوا} تجبنوا {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} قوتكم ودولتكم {مَعَ الصّابِرِينَ} بالنصر والعون.

{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ} ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها {بَطَراً} البطر: الأشر، والمراد بهما التفاخر بالنعمة، والتكبر والخيلاء. {وَرِئاءَ النّاسِ} أي رياء، وهؤلاء هم أهل مكة، حين خرجوا لحماية العير، فأتاهم رسول أبي سفيان، وهم بالجحفة: أن ارجعوا، فقد سلمت عيركم، فأبى أبو جهل وقال: حتى تقدم بدرا، نشرب بها الخمور، وتعزف علينا القيان، ونطعم بها من حضرنا من العرب. فلذلك كان بطرهم ورئاؤهم الناس بإطعامهم، فوافوها فسقوا كؤوس المنايا مكان الخمر، وناحت عليهم النوائح مكان القيان، فنهى الله المؤمنين أن يكونوا مثلهم بطرين طربين مرائين بأعمالهم، وأن يكونوا من أهل التقوى والكآبة والحزن من خشية الله عز وجل، مخلصين أعمالهم لله.

سبب النزول:

نزول الآية (٤٧):

{وَلا تَكُونُوا}: أخرج ابن جرير الطبري عن محمد بن كعب القرظي قال: لما خرجت قريش من مكة إلى بدر، خرجوا بالقيان والدفوف، فأنزل الله: {وَلا تَكُونُوا..}. الآية.

وقال البغوي في تفسيره المطبوع على هامش (الخازن): نزلت في المشركين حين أقبلوا إلى بدر، ولهم بغي وفخر، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك، وتكذّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني».

قالوا: ولما رأي أبو سفيان أنه قد أحرز عيره، أرسل إلى قريش: إنكم إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>