{فَنِعِمّا} أصله نعم ما وهي لغة هذيل، ونعم فعل ماض مخصوص للمدح، وفيه ضمير مرفوع، والتقدير: نعم الشيء شيئا إبداؤها، وإبداؤها: هو المقصود بالمدح وهو مرفوع؛ لأنه مبتدأ، وما قبله: الخبر، ثم حذف (إبداء) وأقيم الضمير المضاف إليه مقامه، فصار الضمير المجرور المتصل ضميرا مرفوعا منفصلا وهو {هِيَ} مرفوعا بالابتداء، لقيامه مقام المبتدأ. و «ما» في موضع نصب على التمييز. {يُكَفِّرُ} بالرفع: استئناف وتقديره: ونحن نكفّر و {مِنْ سَيِّئاتِكُمْ}: من للتبعيض، أي شيئا من سيئاتكم. وقيل: من زائدة، والأكثرون على أنها ليست زائدة؛ لأن «من» لا تزاد في الإيجاب، وإنما تزاد في النفي، نحو: ما جاءني من أحد.
البلاغة:
يوجد جناس اشتقاق بين «أنفقتم ونفقة» وبين «نذرتم ونذر». ويوجد طباق بين «تبدوا وتخفوها».
لمفردات اللغوية:
{وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ} أديتم من زكاة أو صدقة {أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ} النذر: لغة: العزم على التزام شيء خاص، وشرعا: التزام طاعة تقربا إلى الله تعالى {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ} تظهروا الصدقات النوافل أو التطوعات {فَنِعِمّا هِيَ} الأصل: فنعم ما هي، بمعنى شيئا إبداؤها {وَإِنْ تُخْفُوها} تسروها خير لكم من إبدائها وإيتائها الأغنياء والضمير يعود على الصدقات. أما صدقة الفرض (الزكاة) فالأفضل إظهارها ليقتدى به ولئلا يتهم المزكي بالمنع، وإيتاء الفقراء: متعين.