{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ.}. أي وأنشأنا لكم شجرة الزيتون التي تنبت في جبل الطور، وتأتي بالدهن وهو الزيت، وتتخذ إداما ينتفع به الآكلون بالدهن والاصطباغ.
روى الإمام أحمد عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «كلوا الزيت وادّهنوا به، فإنه من شجرة مباركة» ورواه الترمذي عن عمر رضي الله عنه.
أحوال الأنعام:
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً} أي وإن لكم أيها الناس في خلق الإبل والبقرة والغنم وما فيها من المنافع لعظة تعتبرون بها ونعمة تستحق الشكر والتقدير والاستدلال على قدرة الله تعالى، بتحويل الدم المتولد من الغداء في الغدد إلى لبن طيب سائغ شرابه، كامل التغذية. وتلك المنافع كثيرة ذكر منها هنا أربعة أنواع هي:
١ - {نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِها} أي تشربون من ألبانها الخارجة من بين فرث ودم، وتتخذون منها السمن والجبن وغير ذلك، وتنتج لكم الحملان.
٢ - {وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ} أي وتستفيدون من أصوافها وأوبارها وأشعارها، وتتخذون منها الملابس والفرش.
٣ - {وَمِنْها تَأْكُلُونَ} أي وتأكلون من لحومها بعد ذبحها، فتنتفعون بها حية وبعد الذبح.
٤ - {وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} أي وتركبون ظهورها وتحملون عليها الأحمال الثقال إلى البلاد والبقاع النائية، كما تنتفعون بالسفن، كما قال تعالى: