للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله تعالى سميع لعباده إذا طلبوا منه الرزق، يسمع ويجيب، عليم إن سكتوا، لا تخفى عليه حاجتهم ولا مقدار حاجتهم.

اعتراف المشركين بالإله الخالق الرازق المحيي{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٦٣)}

البلاغة:

{اللهُ يَبْسُطُ‍ الرِّزْقَ} {وَيَقْدِرُ} بينهما طباق.

المفردات اللغوية:

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} اللام: لام القسم، والسؤال للكفار من أهل مكة وأمثالهم. {لَيَقُولُنَّ اللهُ} لما تقرر في العقول من وجوب انتهاء الممكنات إلى واحد واجب الوجود. {فَأَنّى يُؤْفَكُونَ} أي فكيف يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك. {يَبْسُطُ‍} يوسع لمن يشاء امتحانا.

{وَيَقْدِرُ} يضيق لمن يشاء ابتلاء. {إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} يعلم مصالحهم ومفاسدهم، ومنها محل البسط‍ والتضييق.

{نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً} .. {لَيَقُولُنَّ اللهُ} هذا اعتراف منهم بأن الله الموجد للممكنات بأسرها أصولها وفروعها، فكيف يشركون به بعض مخلوقاته الذي لا يقدر على شيء من ذلك. {الْحَمْدُ لِلّهِ} على ما عصمك من هذه الضلالة، وعلى تصديقك وإظهار حجتك عليهم. {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} تناقضهم في ذلك، إنهم يتناقضون حيث يقرون بأنه المبدئ لكل ما عداه، ثم يشركون به الصنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>