للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات اللغوية:

{فَإِنْ كُنْتَ} أيها السامع في شك مما أنزلنا على لسان نبيك إليك أو أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلّم والمراد به قومه، على نحو قول العرب: إياك أعني واسمعي يا جارة، وهو مثل قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر ٦٥/ ٣٩] وقوله: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ} [الأحزاب ٤١/ ٣٣].

{فِي شَكٍّ مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ} يا محمد من القصص على سبيل الافتراض. {الْكِتابَ} هنا التوراة. {مِنْ قَبْلِكَ} فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه،

قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «لا أشك ولا أسأل».

{لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} واضحا لا مرية فيه، بالآيات القاطعة. {فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ} الشاكين فيه. {وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ.}. أيضا من باب التهييج والتثبيت وقطع الأطماع عنه، كقوله: {فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ} [القصص ٨٦/ ٢٨].

{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ} وجبت وثبتت. {كَلِمَتُ رَبِّكَ} باستحقاق العذاب.

{لا يُؤْمِنُونَ} وهذا واقع؛ لأن الله لا يكذب كلامه ولا ينتقض قضاؤه. {وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ} لأنهم أصروا على الكفر. {حَتّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ} وحينئذ لا ينفعهم، كما لا ينفع فرعون.

المناسبة:

بعد أن أخبر الله تعالى عن قصص الأنبياء السابقين كنوح وموسى وهارون عليهم السلام بإنجاز النصر لهم على أقوامهم، وحكى اختلاف بني إسرائيل عند ما جاءهم العلم حسدا وبغيا وإيثارا لبقاء الرياسة، أورد ما يقوي صدق القرآن فيما قال ووعد وأوعد، وخاطب به النبي صلى الله عليه وسلّم وأراد قومه.

التفسير والبيان:

أراد الله تعالى أن يؤكد صحة القرآن وصدق النبوة على سبيل الافتراض والمبالغة، فقال: فإن وقع منك شك على سبيل الافتراض والتقدير في صحة ما أنزلنا إليك من القرآن المتضمن قصص الأنبياء المتقدمين مثل هود ونوح وموسى وغيرهم، فاسأل علماء أهل الكتاب الذين يقرءون الكتاب أي التوراة من قبلك، فهم على علم تام بصحة ما أنزل إليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>