للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{يُسارِعُونَ فِيهِمْ} أي: في إغوائهم وإفسادهم، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

{أَنْ يَأْتِيَ} في موضع نصب؛ لأنه خبر عسى. و {فَيُصْبِحُوا} عطف عليه.

{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} مرفوع على الاستئناف. ومن نصبه إما عطف على المعنى، كأنه قدّر تقديم {أَنْ} بعد {فَعَسَى} وعطف عليه، وتصير الجملة: «عسى أن يأتي الله بالفتح» وهي في معنى المذكور في الآية؛ أو أنه معطوف على {بِالْفَتْحِ} وهو مصدر في تقدير «أن يفتح» ولما عطف على اسم، افتقر إلى تقدير (أن)؛ أو معطوف على {فَيُصْبِحُوا} وهو وجه بعيد لكنه جائز.

{فَعَسَى اللهُ}: عسى من الله واجب؛ لأن ذلك من الكريم بمنزلة الوعد، لتعلق النفس به.

المفردات اللغوية:

{أَوْلِياءَ} نصراء وحلفاء توالونهم وتوادونهم {بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} لاتحادهم في الكفر {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} من جملتهم {إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ} بموالاتهم الكفار {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي أن إيمانهم ضعيف معتل غير صحيح، بسبب الشك والنفاق {يُسارِعُونَ} في موالاتهم {يَقُولُونَ} معتذرين عنها {دائِرَةٌ} يدور بها الدهر علينا من مصيبة، كجدب أو هزيمة وغلبة {بِالْفَتْحِ} بالنصر لنبيه بإظهار دينه وفتح البلاد وغير ذلك {أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} يفتضح المنافقين {فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ} من الشك وموالاة الكفار نادمين.

{حَبِطَتْ} بطلت أعمالهم الصالحة {فَأَصْبَحُوا} صاروا {خاسِرِينَ} الدنيا بالفضيحة، والآخرة بالعقاب الأليم.

سبب النزول:

أخرج ابن إسحاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع، تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي بن سلول، وقام دونهم، ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وكان أحد بني عوف من الخزرج، وله من حلفهم مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي، فحالفهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتبرأ

<<  <  ج: ص:  >  >>