وفي قوله تعالى:{وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى..}. دلالة واضحة على أنه تعالى جعل يوم بدر كلمة الشرك مغلوبة خاسئة حقيرة، وأن كلمة الله هي العليا، وهي قوله: لا إله إلا الله.
وختام الآية:{وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فيه بيان مقتضب يدل على قدرة الله الباهرة وحكمته العالية، فالله قاهر غالب، لا يفعل إلا الصواب.
{خِفافاً وَثِقالاً} منصوبان على الحال من واو {اِنْفِرُوا}.
البلاغة:
{خِفافاً وَثِقالاً} بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
{اِنْفِرُوا} أصل النفر: الخروج إلى مكان، لأمر واجب، والمراد هنا الحث على الجهاد والدعوة إليه،
ومنه قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فيما رواه النسائي عن صفوان بن أمية:«إذا استنفرتم فانفروا» واسم ذلك القوم الذين يخرجون: النفير، ومنه قولهم: فلان لا في العير ولا في النفير. {خِفافاً وَثِقالاً} نشاطا وغير نشاط، وقيل: أقوياء وضعفاء، كهولا وشبانا، في العسر واليسر، أو أغنياء وفقراء، ثم خفف الأمر على الضعفاء بآية:{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ..}. [التوبة ٩١/ ٩]. {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه خير لكم فلا تتثاقلوا.